مواكبة برّالأمان الجلسة التمهيدية للدورة العادية الأولى لبلدية تونس.
بتدرج وانتظام، تقدّم متساكنو المنطقة البلدية في تونس إلى الميكروفون المنتصب في ركن قاعة الجلسات بالبلدية، الواحد تلو الآخر، على مقربة من عامة أعضاء النيابة الخصوصية، ليطرحوا أسئلة تؤرق بعضهم منذ الدورة العادية الماضية، في حين بعضهم الآخر تؤرقه مشاكل بيئية وصحيّة لعقود من الزمن.
استعدت بلدية تونس الأربعاء الماضي لاستقبال حشد من الزائرين، وذلك بتهيئة قاعة “الصداقات” أو عقود الزواج، لكن هذه المرّة ليس بغرض الجمع بين أشخاص في اطار عقد روحي وقانوني، بل لتوطيد أواصر العلاقة بين منظوريها من مواطني الدائرة البلدية وممثليهم بالنيابة الخصوصية، ضمن أشغال انعقاد أولى الجلسات التمهيدية للسنة الجديدة، أشهرًا قليلة قبيل الانتخابات البلدية المزمع عقدها بشهر ماي من السنة الجارية.
السيّدة رشيدة خليفي، من حيّ الزهور، أتت لتنقل للمجلس البلدي عدم رضاها عن معالجة مشكل التلوث والحشرات الناقلة للأمراض في سبخة السيجومي وما جاورها من تجمعات سكنية: “سبخة السيجومي أحنا نعانيو منها، صيف وشتاء. في الصباح في عوض تستنشق هواء نقي، تقوم الصباح تلقى كان الروائح الكريهة، زيد يجي الصيف وتكثر الحشرات. بالله لفتة لدائرة الزهور ومنطقة الزهور عمومًا.”
ترأس الجلسة السيّد شيخ المدينة سيف الله الأصرم (بإمكانكم متابعة التسجيل الصوتي الكامل لهذه الجلسة عبر الرابط أدناه)، حيث افتتح الجلسة بالترحيب بالحضور المعتادين ومن من يشاركون لأول بمثل هذه الجلسة، وقام بالتذكير بموعد انطلاق الدورة العادية القادمة وذلك في غرة فيفري 2018، ثم مرّ لتقديم النشاط البلدية بين الدورتين (الماضية والمقبلة) والترحيب بمقترحات الحضور في هذا الخصوص.
هذا وقد دعت بلدية مدينة تونس يوم الإثنين الماضي، عبر إعلان بأعمدة جريدة الإعلان وعلى صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عموم المواطنين بالمنطقة البلدية إلى الحضور للمشاركة في أشغال الجلسة التمهيدية للدورة العادية الأولى والتي التأمت بقصر البلدية بالقصبة في اليوم التالي، الثلاثاء 30 جانفي 2018. كما تم كذلك تعليق يافطة “بندرول” خارج مبنى قصر البلدية على مستوى شارع 2 مارس 1934 تدعو من خلالها البلدية المواطنين إلى مواكبة أشغال الجلسة التمهيدية الأولى المقبلة، وهنا استوفت بلدية المكان غالب شروط الاعلام والاشهار.
بيد أنه بالرغم من قرب تاريخ الإعلان لتاريخ إنعقاد الجلسة التمهيدية الأولى لبلدية تونس في هذه السنة الجديدة، وبرمجتها عصر يوم الثلاثاء، إلاّ أن البعض من نشطاء المجتمع المدني والمواطنين المستقلّين تمكّنوا من الحضور والمشاركة، وتجاوز عدد الحاضرين الثلاثين شخص، مع ملاحظة أن أغلب المشاركين كانوا من الكهول الذكور.
لكن ماهي الجلسة التمهيدية؟ المعلوم أن التشاركية في العمل البلدي قد نص عليها المشرع في تونس حتى وإن كان مستوى الإلتزام بها دون المأمول، حيث أن القانون الأساسي المنظم للعمل البلدي منذ سنة 2006 في بابه الخامس من العنوان الثاني “المجلس البلدي”، قد نصّ على وجوب عقد المجلس البلدي أربع جلسات عامة في السنة، أو ما عبر عنه في القانون الأساسي بالدورة العادية، حيث تتم دعوة متساكني المنطقة البلدية، الصحافة وجمعيات المجتمع المدني للحضور والمشاركة، عبر وسائل الإعلام المتاحة، لسماع مداخلاتهم في المسائل ذات الصبغة المحلية وتعريفهم بالبرامج البلدية للدورة الماضية والدورة الجديدة.
النقطة الأولى كانت الإتمام على إجراءات المصادقة على ميزانية بلدية تونس لسنة 2018، بعد ان تم اتمامها وتقديمها للمصالح المعنية بوزارة الإشراف ووزارة المالية، وتم الاتفاق على أن تكون هذه الميزانية في العنوان الأول 115 مليون دينار، وفي العنوان الثاني 50 مليون دينار.
كما تم في الفترة بين الدورتين البلديتين العاديتين، الماضية واللاحقة، المصادقة على المخطط الاستثماري البلدي لسنة 2018، وتمت عملية العرض والمناقشة في جلستي عمل إنعقدتا خلال شهر ديسمبر على مستوى بلدية تونس واخرى على مستوى الدوائر البلدية.
أهم النقاط التي أثيرت:
المداخلات من قبل الحضور من الجمعيات والمواطنين كانت متعددة ومتنوعة، إذ كان لأحد متساكني الدائرة البلدية بالعمران الأعلى مقترح بتجربة مشروع حاويات فضلات من نوع جديد توفر الجهد والوقت على عملة النظافة وذلك بتركيزها على مستوى الجدران الخارجية للمنازل والبنايات، مع إمكانية فتحها من الداخل ومن الخارج. تفاعل رئيس المجلس البلدي مع المقترح كان إيجابيا وقام بالردّ عبر إقتراح إقامة تجربة نموذجية بأحد الأحياء لفترة ما لدراسة فاعلية هذا المقترح ومدى نجاعة عملية رفع الفضلات وسرعتها باعتماد هذه الآلية.
السيّد علي القصوري من إبن سينا نقل للمجلس البلدي وضعية منتزه الجهة والذي قام هو رفقة عديد من المتساكنين بإعادة تهذيبه وغراسة شتلات ونبتات جديدة بحديقته، وهو ما كان محلّ ثناء الجميع. غير أن إشكالية الرعي العشوائي وقيام البعض بترك أغنامهم ترعى داخل المتنزه جعل من هذه الجهود تذهب سدى. وهنا دعى السيد علي رئيس المجلس البلدي إلى التنسيق مع الجهات الأمنية المسؤولة لتوفير ما يلزم من الحماية أو الردع لمن يقومون بتخريب هذا المكسب المشترك.
بقية المداخلات لم تشذ عن مداخلة السيّد أحمد، إذ في غياب توزيع نسخ ورقية، أو نشر أي تفاصيل عن توزيع الميزانية الجديدة على موقع الواب، فأغلب الحضور كان لديهم إما تشكيات أو مقترحات بخصوص الوضع البيئي لدوائرهم البلدية، مستوى النظافة وآليات رفع الفضلات، وعموما البنية التحتية ومدى تغطية شبكات الماء والكهرباء.
وبقدر ما غلب من حماس على مداخلات المشاركين بأشغال هذه الجلسة التمهيدية، ومدى اطلاعهم على بعض أشغال الدورة العادية الماضية، وحسن سيرورة الجلسة والتواصل مع مختلف مكونات المجلس، بقي أنه هناك عدم إستيعاب أحيانا لصلاحيات البلدية، حدود تأثيرها، وتداخل عملها مع باقي مؤسسات الدولة. لا ذلك فقط، بل لم يناقش خلال هذه الجلسة أي من الحضور قيمة الإعتمادات التي رصدتها البلدية لأي من المشاريع، إذ لم يوضع حتى على الشاشة الإلكترونية داخل القاعة أي جدول لميزانية سابقة أو لاحقة، وبقيت الشاشة تشير إلى عنوان الجلسة فقط، لذلك لم تكن الأمور المالية محور النقاش في أي ردهة من ردهات الجلسة.
S3EP14_جلسة_تمهيدية_بلدية_تونس
الجلسة التمهيدية الأولى في سنة 2018 في بلدية #تونس. #S3EP14Municipalité de la ville de Tunis بلدية مدينة تونس
Publiée par Barr al Aman – برُّ الامان sur Jeudi 22 février 2018