أربعة أيام قبيل الانتخابات التشريعية, أحدثت عقود الكولسة التي نشرتها مؤسسة (Al Monitor MENA) ضجة ضاعف الإيقاع المتوتر الذي يعيش على وقعه المناخ الانتخابي التونسي.
في الوقت الذي سرق عقد المليون دولار للمترشح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية نبيل قروي الأضواء, مر العقد الذي امضته ألفة التراس رامبورغ, رئيسة عيش تونسي في صمت من الإعلام. لكن أصالته ليست مجالا للنقاش.
في مكالمة تلفونية أجريت على الساعة العاشرة ليلا (غرينيتش +1) اكدت جانين ب, سكوت مديرة شركة America To Africa بأنها التقت بألفة رامبورغ تراس للتفاهم حول الخدمات التي سيتم تقديمها كما يؤكد العقد.
هكذا ملأت شركة الكولسة جدول اوقات المترشحة على رأس قائمة عيش تونسي على دائرة بنزرت بالمواعيد المهمة لكي لا تغيب عليها فرص التواجد في الأماكن التي تستطيع من خلالها توطيد شبكة علاقاتها و تلميع صورتها. راكم البرنامج الملحق للعقد اذا المصافحات و المؤتمرات لتقديم “هذه الممولة للمشاريع الخيرية ” كما قدمت نفسها في مختلف المحافل المهمة حسب العقد. منها قمة الاتحاد الافريقي للرؤساء و الحكومات في نيامي عاصمة النيجر في جويلية 2019, الى جانب البنك الافريقي للتنمية و رؤساء الدول القوية في مجالي الاقتصاد و الحوكمة في القارة الافريقية. اضافة الى ذلك, يتضمن العقد تقديم المترشحة الى مختلف الشخصيات المؤثرة في المجتمع المدني و عالم الأعمال في أوروبا وأمريكا اللاتينية و الولايات المتحدة.
غير أن الوكيلة صرحت انه لم تعلم بأن ألفة تراس تعتزم دخول السباق الانتخابي الا بعد ان انهت مجموعة الخدمات المطلوبة منها. ورغم اعترافها بوجود تمديد في العقد إلى شهر أكتوبر إلا أنها نفت وجود أي إشكال في الموضوع لأن الحريفة ليست على رأس حزب سياسي.
يبدو أن هناك قناعة بالفرضية التي ترى أن غياب حزب سياسي للمرشحة ينفي عنها النشاط السياسي. اذا انتفت صبغته السياسية اذا لم يتم تسجيله في سجل وكالة تسجيل الوكلاء الأجانب بوزارة العدل الأمريكية ؟
يفرض القانون الأمريكي تسجيل كل العقود التي يتولى فيها “وكيل” مساعدة موكل أجنبي “للدخول في نشاطات سياسية” أو “توفير خدمات علاقات عامة و خدمات ذات علاقة بالسياسة”.
العقد الذي يجمع تراس بجانين ب سكوت يصرح بانه لم تكون هناك عمليات ضغط أو كولسة مع صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكنه يتضمن خدمات ربط علاقات مع شخصيات سياسية و اقتصادية مؤثرة في مختلف مناطق العالم.
هل ستأخذ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بعين الاعتبار هذه المعطيات عند اتخاذ قرارها في خصوص النتائج الأولية للانتخابات التشريعية الليلة؟
_________________________________________
رابط العقد:
رابط للتسجيل الصوتي للمكالمة:
___________________________
اهلا. هل السيدة جانين ب. سكوت معي على الخط؟
أجل. تفضل.
أنا محمد حداد صحفي مقيم في تونس. اردت ان اطرح عليك بعض الاسئلة لو سمحت.
حسنا.
كنت بصدد قراءة العقد الذي بين شركتكم و السيدة ألفة تراس رامبورغ. سؤالي هو: هل تعلمون انها مترشحة للانتخابات التشريعية؟
علمت الان. لكن لم اكن اعلم زمن إمضاء العقد.
-متى علمتم بذلك؟
-لقد صرحت بذلك منذ بضعة أسابيع. لكن حينها كنا قد اتممنا جميع الانشطة المتفق عليها في العقد.
لكن العقد مسجل بتاريخ 3 سبتمبر.
نعم. لقد سمحت الي الادارة التسجيل البعدي للعقد لانني طلبت استشارة قانونية. حصل التسجيل في فترة كنا تقريبا أنهينا كل الأعمال المزمع تنظيمها.
النقطة 8.ب من العقد تخص علاقة صاحب العقد بأحزاب سياسية أو حكومات الجنبية وما إذا قام طرف حكومي أو سياسي اجنبي بتمويل أو دعم أو ادارة الطرف الذي تمثلونه. و كانت اجابتكم على كل هذه السؤالات ب “لا”. لكن تاريخ العقد الذي امضيتموه مع السيدة رامبورغ يتزامن مع فترة ترشحها للانتخابات التشريعية على رأس قائمة شكلتها من الحركة التي تقودها. أليس هناك تعارض في ها فعلتم؟
لا. ليس هناك اي تعارض لأن المعلومة المقدمة في العقد ترجع إلى فترة إمضاء العقد عندما كانت الزبونة هنا في الولايات المتحدة.
لكن هناك تمديد في فترة العقد تنص على أن العقد متواصل الى غاية شهر أكتوبر.
في الوقت الذي تم فيه التسجيل لم يكن هناك تعارض. عندما سأقوم باستكمال التسجيل سأغتنم الفرصة للتصحيح.
لم يتم الاتفاق على تمديد في العقد إن كانت بنود العقد قد تم استكمالها؟
لأنني أردتها ان تجري مقابلة أخيرة مهمة. لكن لم أستطع تحقيق الموعد. و أردت ان نقوم بالتمديد لأحفظ
ما هي نوعية الانشطة التي المبرمجة خلال التمديد؟
اردتها ان تجري لقاء أخر لكم لم يتسنى لي الحصول على هذا الموعد.
أين حصل هذا الموعد؟
لم يقع الموعد.
لكنكم قلتم ان التمديد حصل لتمكين السيدة رامبورغ من موعد آخر لم تستطيعوا توفيره سابقا بين شهري ماي و جوان؟
نعم. توقعت ان اتحصل على الموعد في المدة السابقة لكم ذلك لم يحصل. لذلك قررنا التمديد لكي استطيع العمل على الموعد خلال هذين الشهرين.
و هل تعلمون ان تنظيم لقاءات أو محاولة تنظيم لقاءات مع السيدة رامبورغ يمكن أن يكون عنصرا مؤثرا في انتخابات
6 أكتوبر؟
كان من المتوقع إنجاز ذلك قبل ترشح حريفتي لكنني لم استطع توفير هذا الموعد.
في الاثناء. السيدة رامبورغ وزملاؤها في الحركة لم يكونوا يعترفون بالحد يفصل السياسي عن النشاط الجمعياتي. هل تحدثتما في الموضوع؟
لم تكن الحريفة في حزب سياسي عند الاتصال بي. كانت على رأس حركة. اذا ليس هناك خلط و هناك تفريق بين الاثنين عندما أمضينا العقد.
بالفعل. لم تكن الصيغة القانونية حزبا لكنها من خلاله كانت تمارس النشاط السياسي ثم ترشحت للانتخابات.
لم تكن مترشحة للانتخابات في فترة العقد
هل تعلمون الكثير عن التركيبة السياسية التي ترشحت ضمنها ألفة تراس رامبورغ؟
لا. لا أعلم ذلك. أنا أعرف الحركة تسمى عيش تونسي. و لست ادري ما اذا تحولت الى شكل اخر ام لا و لا ان كانت تمارس نشاطا سياسيا.
هل سبق لك التعامل مع تونسيين اخرين؟
لا
السيدة رامبورغ تصرح بأنها تمارس نشاطا سياسيا من خلال الجمعية التي ترأسها. إذا قانونيا, الجمعية ليست حزبا سياسيا. ولكن على ارض الواقع هي تمارس النشاط السياسي و قد تأكد ذلك من خلال ترشحها للانتخابات التشريعية. هناك ضبابية في الموضوع. هل حدثتكم السيدة رامبورغ عن هذه الضبابية سابقا.
لا بالنسبة لي ليس هناك ضبابية أو أو خلط.
كيف اتصلت بكم السيدة رامبورغ او كيف اتصلتم أنتم بها؟
….
لو كنتم تعلمون أن ألفة رامبورغ مترشحة للانتخابات التشريعية لم كان سينجر عن ذلك تغيير في العقد؟
ربما.
ما النقاط التي كان يمكن أن تكون مختلفة؟
لست ادري. هذا افتراض, لا أدري الآن
جوابكم ب “ربما” فتح باب التساؤل حول اذا ما كان العقد سيكون مختلفا لو علمتم امها مترشحة.
لست اعلم فعلا. لم افكر ابدا في الموضوع لأن ذلك لم يقع. لذلك لا اعرف لكن سأفكر في الموضوع.
بعد التدقيق في التصريحات الصحفية, تبين لنا أن ألفة رامبورغ اعلنت للعموم ترشحها للانتخابات الرئاسية وذلك منذ ديسمبر 2018.
ليس لدي اي معلومة حول الموضوع. لم نتحدث أبدا عن امكانية ان تترشح.
هذا مثير للاهتمام. لقد قدمت ألفة رامبورغ ملف ترشحها في جويلية 2019, في ذلك الوقت, كنتم قد شرعتم في تطبيق الاتفاق منذ شهر ماي الفارط. و قد قامت بتحضير ملف الترشح خلال فترة العقد.
لقد قمنا بإتمام كل ما نص عليه العقد من التزامات قبل ذلك الوقت. و لم يبق الا موعد وحيد.
مع من هذا الموعد المزمع تنظيمه؟
هذا شأن بيني وبين حريفتي.
ما كانت المهمة الموكلة اليكم؟
اية مهمة؟
ماكان الهدف من هذا العقد الاستشاري؟
أرادت السيدة رامبرغ إجراء حملة تثقيفية لتبادل الآراء ووجهات النظر و مقابلة المجتمع المدني الأفريقي في الولايات المتحدة للتعرف على رؤيتهم لتونس والقارة الأفريقية بصفة عامة. الكثير من عملي يركز على السياسات المتعلقة بالقارة الافريقية.
ماهي النقاط التي كان يمكن أن تتغير في العقد إذا علمتم انها ستترشح للانتخابات؟
اجابتي كانت “ربما” لأنها لم تكن مترشحة عندما امضينا العقد. لكنني لم أفكر يوما في الموضوع و لست أدري ماذا كان سيتغير. ربما كنت غيرت الإطار المرجعي للعقد.
كيف يمكن فهم او تفسير جوابكم على النقطة 8.ب من العقد أين تم ذكر صريح للعلاقة بين المنتفع بالعقد و الحكومات أو الأحزاب الأجنبية وقد أجبتم ب “لا” في حين ان المنتفعة لها نشاط سياسي في إطار جمعية تمول نشاطاتها؟ هذا وارد في الصفحة الثانية لورقة التسجيل.
لقد طلبت استشارة قانونية.
هل ان موضوع الاستشارة القانونية يخص ما إذا كان من المسموح التعاقد معها؟
لا. الرأي الاستشاري كان لمعرفة اذا استطيع تسجيل العقد بصفة عادية. وذلك ما قمت به في سبتمبر.
متى تم الإمضاء على التمديد من فضلكم؟
كان علي أن أعقد موعدا لها.
أضن اننا قمنا امضاء التمديد في أواخر شهر أوت لكن لست متأكدة.
كيف يمكن للسلطات التونسية أو بقية المترشحين أن يتأكدوا أنه هناك فصل بين ما تقومون به لصالح ألفة رامبورغ كشخص أو كمترشحة للانتخابات. خاصة في هذا الظرف الذي ييرس في العقد و يتزامن مع الفترة الانتخابية في تونس؟
التمديد كان لأجل اجراء مقابلة اردتها ان تجريها لكم لم نتمكن من الحصول على موعد.
التمديد كان لمدة شهرين كاملين. هل قمتم بفوترة شهرين كاملين دون الحصول على الاجتماع الأخير المتفق عليه؟
لقد تحاورنا في هذا الشأن و قررنا تعديل العقد. لن أفوتر الشهري التمديد. و سأصرح بذلك عند استكمال التسجيل. في غضون ستة أشهر.
-هل لديكم تعليقات وتوضيحات تريدون إضافتها في هذا الخصوص؟
-لا شيء يذكر.
Add comment